الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

صلاةُ العشق!


صلاةُ العِشقْ!

(1)
ما بينَ عاطفتي الفطيرةَ
وإنكسار العمرِ
مئذنةُ البُكاءْ!
أذِّنْ وقلْ:
حيَّوا على الصبرِ
وغنوا أُغنياتَ الموتِ
وأفْترشِوا العزاءْ!

لا تسَلني أيُّها القِديسُ
عن أُمي التي
قد أودعتني
عندَ سقفٍ
ظل يحْرسُني
يطلُ على السماءْ!
لا تسلني عن بلادٍ
كنتُ أُطعمُها
كعصفورٍ بمنقاري
فعافتني،
ونامتْ في العَراءْ!
لا تسلني عن حبيبٍ
أو قريبٍ
كلهم يبكونَ
في شعري الى حد البُكاءْ!

(2)
ما بين مسرايَ ومنفايَ
رهنتُ قصيدتي
ونقشتُ قافيتي
على رملِ البُكاءْ!

يا أيُّها الوطن الذي
ناجيتَه وبكيتُ
مثل النورسِ البحري
عند سمائِه الزرقاءْ!

ونشرتُ أجنحتي
على شفق
من الأحلام والبشرى
وأغويتُ الرجاءْ!

وطنٌ تحديتُ
المجراتَ البعيدةَ
وأرتقيتُ
الى صلاةِ العشقِ،
حدثتُ السماءْ!

ورسمتُ عندَ سمائه
طولي وعرضي،
وانتمائي
وإقتفيتُ
خُطى الصلاة!

وحملتُ مسغبتي
على خطوي
وطفتُ على البسيطة
من أقاصي الثلجِ،
جمّلتُ المكانَ،
عزفتُ ألحاني
وأشعلتُ البُكاء!

يا مرقدي...
وطني يئنُ
من البُكاءْ!

(4)
حزنٌ رماديٌ
تمدّدَ في
شقوق ِ الليلِ
حتى نامتِ الأفلاكُ
وإنطفأتْ
مصابيحُ الضياءْ!

يومٌ شقيٌ آخرٌ،
حُزنُ العصافيرِ
على أعشاشِها،
والهدهدُ الباكي،
واحلامي التي
أودعتها وطنا،
رهنتُ العمرعند
طلوله الفيحاءْ!

يا طيفي الوثّابُ
أحْلِلْ عُقدةً
مِن نظمِ شعري
علّني أجتازُ
صخرَ الإنكِفاءْ!

يا ويلَه القلبُ
المسربلُ في المُنى
كافِ التثاوبَ
وأنْفلِقْ كالذرةِ الصغرى
وأمْدُدْ سكتي
قد شاخَ عُمرُ الإختباءْ!

يا ويلَه القلبُ المعذبُ
يفترشْ زيفَ الترقبِ
ريثما تأتي
خيولُ القابضينَ
على حَشاشاتِ الغِناءْ!

(5)
هاهوَ العمرُ أمامكْ
والرؤى تنسابُ
رقْراقٌ خيالكْ
أيها المخبوءُ
في جُحرِ ِالخِباءْ!
قدْ حسِبتَ الليلَ
يصطافُ
على نهرِِالمُنى
وارتهنت العُمر
ممدوداًعلى
بحرِ الرجاءْ!

أيُّها الساقي كظلي
أين كأسي؟
لا أرى كأسي
وراحلتي تدُبُ
دبيبُها خًبٌ،
وهذا العشقُ يُسكرُني
الى حدِ البُكاءْ!

عاشقٌ أنتَ
فلا تشقى،
وإن رانَ
على الدربِ شقاءْ!

راهبٌ أنتَ
على الغارِ
فلا تأسى،
صنعتَ المجدَ
أدمنتَ البقاءْ!