الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

يا لثاراتِ الحُسينْ !

يا لثاراتِ الحُسينْ !

(1)

يا للتعاسةِ
حينما يلقاكَ ذو القرنينِ
تفترشُ الحَصى
وتهُشُّ أطنانَ الذُّبابْ!

بانتْ قرنفُلةُ الضُّحى
مزدانةٌ الخدَّيْن
تمشى كالسَّحابْ!

وحمامةٌ بيضاءُ،
تبسُمُ للمسيحِ
يسيرُ فوقَ الماءِ
يفترشُ الضَّبابْ!
وأنا سجينُ اللَّيلِ
عبدُ الخيلِ
صحراءٌ وغابْ!

وأنا المتيَّمُ
بالنَّبيِّ وآلِهِ
ونحرتُ إبلي
جئتُ اغْتنمُ الثَّوابْ !

(2)

مَنْ لي بينبوعٍ
مِنْ الأنهارِ اسْكُبُهُ
على روضِ الحُسينْ !
مَنْ ذا يُقَبِّلُ
رأسَهُ المحمولَ
وضَّـاحَ الجبينْ !
أيُّ رأسٍ ذاكَ
يا رأسَ الحُسيْنْ !
أيُّ رأسٍ
زلزلَ الأمصارَ
أورثنا
بشاراتِ اليقينْ !

يا لثاراتِ الحُسينْ !
يا لتاريخِ
البطولاتِ المجيدةِ
والشهادةِ واليقينْ !
يا للجسارةِ
حينَ كانَ المجدُ
مرسومًا على
الوجهِ الأمينْ !

هَا هُنا عباسُ يمضي
نحوَ ساقي الماءِ
مقطوعَ اليدينْ !
هَا هوَ الكَرَّارُ
ربُّ الدَّارِ
مفتاحُ اليقينْ !

(3)

هَاتِني أرشُفُ
يا ساقي!
كؤوسَ العشقِ أضتني
وأشواقَ الحنينْ !
قد عشِقْتُ الموتَ
يا ساقي
على دربِ الحسينْ !
هذا جلالُ الموتِ
مَا أرْوعَهُ !
إنَّهُ الموتُ على
الدَّرْبِ الرَّصينْ
!
إنَّني مَا عدتُّ
بعدَ اليومِ
مستلبَ اليقينْ!
بأبي أنتَ وأُمِّي
أيُّها الثَّوْريُّ
مخضوبُ الجبينْ !

ستجدُني أحمِلُ الرَّايةَ
ارْتادُ المنايا
ستجدُني أحْمِلُ الغايةَ
للفجرِ المبينْ!