الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

عبدالإله زمراوي شاعر الثورة العريية

عبدالإله زمراوي شاعر الثورة العريية

بقلم: صباح الفحّام*

كنت جالساً مع أحد الاصدقاء في مدينة سانت كاثرين بكندا وكنا نتحدث عن الأدب والأدباء في المهجر وأحوالهم وما يعانون في بلاد الغربه والأغتراب اضافةً إلى التهميش والمطاردة من قبل حكام بعض البلاد العربيه والضغوط النفسيه التي يتعرضون لها. فاشار لي صديقي بانه يوجد في هذه المدينة أحد الشعراء الكِبار واسمه (عبدالإله زمراوي). ومد يده وناولني ديوانً شعري أبهرني الغلاف قبل محتواه .وأثار فضولي عنوانه الذي خُطّ بصيغة جميلة -(صهوةُ العُمر الشقي)– وكان إختياراً رائعاً من شاعرٍ رائع مما زاد من فضولي لكي أتصفح هذا الديوان!

رأيتُ لوحات الإبداع التي رسمتها أنامل فنانٍ أتقن رسم الصورة الشعرية بكل ما تحوي من الطِباق والجِناس. فلم ارى الاّ ألوان المعاني التي امتزجت مع شذرات البيان لتكوّن لوحات البديع ورحتُ أغوصُ في أعماق المعاني وأبعادها وشعوري في تلك الحالة ان روحي حلّقت مع الفكر في سماء الابداع الرحب الذي زانته كواكب الكبرياء والتحدي والتي اخترقت اشعتها ظلمات كل البدن!

وشعرت بقشعريرة طالت كل اعضاء جسدي وألهبت قلبي مشاعل الثوّار والأمل المنشود لكل عربي حُر! فإن كان صاحب الديوان الشاعر عبدالإله زمراوي يتحدث عن مدينه كرمة أو أُم دُرمان او عن المنطقه النوبية فكل منها جزء من الوطن العربي الكبير من باب الاشارة إلى الكل بالجزء. لكم تمنيت وأنا اقرأ قصائده الرائعة أن التقيه وعرضت على صاحبي خلجات نفسي وطلبت منه ان كان يستطيع ان يساعدني للقاء هذا الشاعر العملاق فاجابني بابتسامة تدل على سهولة المطلب وان المطلوب انسانٌ تُزينه إنسانيته وأخلاقه وبساطته. ومرت الساعات والايام وبدون سابق موعد رايتُ جبلاً شامخاً يقف أمامي وكأنه سرقَ من عيني كل أبعادها وهو ينشدني روائعه التي زانتها حركات يديه إبداعا وأبعادا وماصدّقت نفسي بأن الشاعر الكبير عبدالإله زمراوي هو ذلك الجبل.

ومنذ ذلك الحين لايكاد يمر يومٌ الا ويشنّف أسماعي في صباحه صوت شاعر الثورة السودانية بل يحق لي ان أقول شاعر الثورة العربية الاستاذ الكبير عبدالإله زمراوي وكم مرة طلبتُ منه ان يقرأ لي قصيدة: ألهبتُ حَنْجَرتي بأصداءِ الرُّعودْ كحَّلت أحزاني بمِرْواَدِ الصُّمودْ وسبَابتي أغمدتُها في عينِ جبَّارٍ حَقُودْ!

الله اكبر إنها الابداع في حقول الثورة وما أروع كل قصائده وما أجمل ها ويشهد الله كلّما اقرأ اية قصيدة من قصائده، أو عندما أعيد قراءتها اكتشف ابعاداً في المعاني لم ادركها في قراءاتي السابقه لهذه القصيده وكأني لم أفهمها من قبل ان لم أقل كاني لم اقرأها. لله درك يا زمراوي وأنت تكتبُ قصيدة ( يالثاراتِ الحُسين).

لله درك عندما تقول في مطلعها : يا للتعاسةِ حينما يلقاكَ ذو القرنينِ تفترشُ الحَصى وتهُشُّ أطنانَ الذُّبابْ!

فقط ان هذا البيت بأبعاده وبمعانيه، ديوانٌ كاملٌ فنحن بحاجه إلى الصحوة وكفأنا رقوداً. وبحق فان الرقود في أفياء العبودية تعاسة في تعاسة وما أجمل من ان يقوم الانسان وينفض عن جسده الغبار ولايخشى في الحق لومة لائم واعظم مثال ومنار يضئ لنا الطريق هو المنهاج الذي خطه الامام الحسين بن علي عليه السلام عندما ثار ضد الظلم والفسق والفجور واصداء ثورته تقض عروش الطغاة في كل عصر ومصر.

تحية اجلال واكبار إلى استاذي الشاعر الكبير المبدع عبد الاله زمراوي.
________________
*شاعر عراقي مقيم بكندا